الثلاثاء، 3 نوفمبر 2015

إسرائيل تقرر هدم 10 منازل لقربها من المستوطنين





نابلس- معا- قررت الحكومة الاسرائيلية تصعيد اجراءاتها القمعية ضد المواطنين الفلسطينيين ارضاء للمستوطنين، حيث ابلغت ما يسمى بالادارة المدنية الاسرائيلية مساء اليوم الثلاثاء، عشرة عائلات فلسطينية بضرورة اخلاء منازلهم خلال 15 يوما من اجل هدمها لقربها من بؤرة استطانية تقع شرق قرية جالود جنوب نابلس.



وقال غسان دغلس مسؤول ملف الاستيطان بشمال الضفه الغربية لـ معا" ان قوات الاحتلال الاسرائيلي سلمت قرارات رسمية للمواطنين في قرية جالود جنوب نابلس وتحديدا في المنطقة الشرقية من القرية بضرورة اخلاء منازلهم خلال خمسة عشر يوما من اجل هدمها وذلك لقربها من منازل البؤرة الاستطانية "أحيا".



واضاف دغلس ان قرار الحكومة الاسرائيلية عنصري جاء ارضاء للمستوطنين المتطرفين الذين لم يتجاوز عمر بؤرتهم الاستطانية خمسة اعوام فيما عدد كبير من منازل المواطنين مشيد منذ سبعينيات القرن الماضي.



واكد دغلس ان العائلات التي بلغت بقرار الهدم هي: محمد كمال عباد ومحمد كامل عباد وحسين كمال عباد وفرحان كمال عباد وفرح فرحان عباد ونسيم فرح عباد ومحمود فرحان عباد وفوزي سامي عباد ومحمود سامي عباد وسلام سامي عباد مؤكدا ان عدد أفراد هذه العائلات يتجاوز 80 مواطنا.

الاحتلال يبدأ تدريبات عسكرية في قلقيلية وسلفيت



قلقيلية - معا - بدأت قوات الاحتلال، اليوم الثلاثاء، تنفيذ تدريب عسكري لوحداتها في شمال الضفة الغربية وتستمر حتى الخميس.


وأفادت مصادر عبرية ان قوات الاحتلال بدأت بتنفيذ التدريبات في قلقيلية وسلفيت، وسيلاحظ تواجد مكثف لقوات الاحتلال في محيط القرى والبلدات في المحافظتين.



وأكدت المصادر ان التدريبات ستستمر حتى مساء الخميس، وكانت مقررة قبل عام وليس لها علاقة بالاحداث التي تدور هذه الايام في الاراضي الفلسطينية.



هذا ما ستحصل عليه اسرائيل من واشنطن لقاء الاتفاق النووي



بيت لحم – معا – كشفت مصادر اسرائيلية عن حزمة المساعدات التي تطلبها إسرائيل من الولايات المتحدة، كتعويض لها على توقيع الاتفاقية النووية مع إيران، حيث أظهرت القائمة أن كافة الأسلحة المطلوبة هي هجومية من الممكن أن تصل إلى إيران، إلا أن إسرائيل عرضتها على أنها "دفاعية ضد أي هجوم من إيران أو داعش أو أي تهديد إقليمي آخر".




وأكد التقرير الإعلامي وفق صحيفة "يديعوت أحرونوت"، أنّ إسرائيل طالبت واشنطن خلال المباحثات معها التي أعقبت الاتفاقية النووية، بتعويضها عسكريا بسرب طائرات مقاتلة F-15 المزوّدة بأحدث الإضافات، وطائرات تزويد بالوقود في الجو، بالإضافة إلى طائرات-مروحيات "أوسفري V-22" التي تستطيع نقل الجنود حتى إيران، وصواريخ من نوع "حيتس 3" القادرة على إصابة صواريخ خارج طبقة الأوزون. ولم يتم الكشف عن جميع طلبات إسرائيل فيما أسمته "حزمة المساعدات العسكرية".




ووفقا للتقرير فقد عرض وزير الدفاع الأمريكي أشتون كارتر على وزير الجيش الإسرائيلي موشيه (بوغي) يعلون، خلال اجتماعهما الأخير، الأسبوع الماضي، في العاصمة الأمريكية طائرات من نوع F-35 مؤكدا أن "إسرائيل ستكون الدولة الأولى التي ستملك هذا النوع من الطائرات التي تعد طائرات المستقبل". غير أن يعلون أصر على الحصول على طائرات F-15 بالإضافة إلى الطائرات التي وعد بها كارتر.











وقد تمّ وضع الطلبات الإسرائيلية على طاولة الرئيس الأمريكي براك أوباما، حيث سيتم تداولها مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال زيارته المتوقعة إلى البيت الأبيض الشهر الجاري. وأكد كارتر وقوف واشنطن إلى جانب إسرائيل ودعمها المتواصل لها "كونها الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط".




وذكر التقرير أن السفير الأمريكي في إسرائيل عرض على الولايات المتحدة تزويد الجيش الإسرائيلي بصواريخ قادرة على ضرب المفاعل النووي الإيراني المخبأ في الأرض، إلا أن الولايات المتحدة رفضت الأمر وفضلت دعم إسرائيل بأسلحة دفاعية، كصواريخ "حيتس 3" التي ستغطي سماءها بصورة تامة.




تجدر الإشارة إلى أن قائمة الطلبات الإسرائيلية من الولايات المتحدة – والتي كشف التقرير عن جزء منها فقط - تفوق بـ3.1 مليارد دولار حجم المساعدات العسكرية الأمريكية التي حددت في اتفاقية تستمر حتى العام 2017 وتشمل مساعدات بنحو 30 مليارد دولار.







الاحتلال يعتدي على الصحفيين شمال البيرة

البيرة 30-10-2015 وفا- اعتدت قوات الاحتلال الإسرائيلي بعد ظهر اليوم الجمعة، بالضرب على عدد من الصحفيين والمصورين خلال تغطيتهم، لأحداث المواجهات المندلعة شمال مدينة البيرة.
وقد بدأ الاعتداء بمهاجمة جنود الاحتلال للمصور منذر الخطيب ومحاولة تكسير كاميراته، وعند محاولة بعض الصحفيين التدخل تم التنكيل بهم، والاعتداء عليهم بالضرب وعرف منهم ضياء حوشية.
كما أطلق جنود الاحتلال قنابل الغاز صوب الطواقم الصحافية خلال قيامها بعملها المهني ما أدى إلى إصابة عدد منهم بحالات اختناق، وعُرف منهم الزميل إياد جاد الله، مصور وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية/ وفا، وقد تم معالجته ميدانيا.
وسبق ذلك أن دهس جيب احتلالي أحد الشبان واعتقاله، وما تبع ذلك من الاعتداء بالضرب المبرح على الطواقم الطبية.

الشرطة تطلق حملة الفحص الشتوي للمركبات


رام الله - معا - أطلقت الشرطة اليوم، حملة الفحص الشتوي للمركبات والتي ينفذها شرطة المرور وخبراء السير، بالتعاون مع مديريات النقل والمواصلات في المحافظات.
وذكر بيان إدارة العلاقات العامة والإعلام في الشرطة، أن هذه الحملة تأتي للتأكد من التزام السائقين بالقوانين المرورية وتفقد مركباتهم، وخاصة مع بدء هطول الأمطار، والخوف من الانزلاق وعدم كفاءة أجهزة المركبة وخاصة الفرامل والإطارات والمساحات وأي جزء في المركبة ذات علاقة مباشرة بسلامة المركبة.
وباشرت دوريات المرور بفحص المركبات من النواحي الميكانيكية والفنية والكهربائية، والتي تؤهل المركبة للسير على الطريق، وذلك لحماية السائقين ومستخدمي الطريق، ونصبت الشرطة حواجز على مداخل المدن وحررت المخالفات للسائقين غير الملتزمين بالقوانين والأنظمة والتعليمات المرورية، ووضع الضباط لاصق اجتياز الفحص بنجاح لعدد من المركبات التي استوفت الشروط.
واضاف البيان، انه وبخصوص المركبات التي يوجد بها اعطاب تم ابلاغ سائقيها بضرورة اصلاحها، اما المركبات التي يوجد بها اعطاب وتؤثر على سلامة مستخدمي الطريق فتم تحويل اوراقها الثبوتية الى دائرة الترخيص من اجل اعادة تشغيل المركبة بعد تأهيلها.
كما وشملت حملة الفحص الشتوي مركبات الشرطة في المحافظات للتاكد من كفاءتها من حيث الاطارات والمساحات والفرامل وغيرها، واهليتها لتقديم الخدمات للمواطنين بافضل شكل ممكن.



17 مصاباً في مواجهات الضفة


رام الله- معا - أفادت وزارة الصحة الفلسطينية بإصابة 17 مواطناً خلال مواجهات مع الاحتلال، اليوم الثلاثاء، في طولكرم وصوريف ورام الله.
وأضافت الوزارة في بيان صحفي، مساء اليوم الثلاثاء، أن مواطناً أصيب بالرصاص الحي في الأجزاء السفلية خلال مواجهات مع الاحتلال في منطقة عوفر شرق رام الله، فيما أصيب مواطنان اختناقا بالغاز المسيل للدموع في نفس المنطقة، من بينهما سيدة (61 عاما) تعاني من الربو وقد دخلت مجمع فلسطين الطبي بحالة صعبة، وجرى التعامل معها، وتمكنت الطواقم الطبية من إخراجها من حالة الخطر.
وفي طولكرم أصيب 5 مواطنين بالرصاص الحي، و5 آخرين بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، فيما أصيب شابان بالحجارة.
وأصيب شابان بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط في مواجهات مع الاحتلال بصوريف.
وأضافت الوزارة في بيان صحفي أن حصيلة المصابين منذ بداية أكتوبر/ تشرين الأول وحتى مساء الثالث من نوفمبر/ تشرين الثاني بلغت 2368 مصاباً بالرصاص الحي والمعدني المغلف بالمطاط، وبالحروق والجروح والرضوض نتيجة الضرب المبرح من قبل جنود الاحتلال والمستوطنين.
وأوضحت الوزارة أن 1131 مواطناً أصيبوا بالرصاص الحي، و982 بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط خلال المواجهات مع قوات الاحتلال بالضفة وقطاع غزة، عدا عن أكثر من 5 آلاف إصابة بالغاز المسيل للدموع.
وفي الضفة الغربية أصيب 738 مواطناً بالرصاص الحي، و872 بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، فيما أصيب اكثر من 235 مواطناً بالضرب المبرح من قبل جنود الاحتلال والمستوطنين، في حين أصيب أكثر من 20 مواطناً بالحروق خلال المواجهات، وذلك حتى مساء الثاني من نوفمبر.
وفي قطاع غزة أصيب 393 مواطناً بالرصاص الحي، و110 بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، إضافة إلى عشرات حالات الاختناق، نتيجة المواجهات مع قوات الاحتلال.
وأصيب في محافظات الضفة الغربية منذ بداية أكتوبر أكثر من 325 طفلاً، منهم 165 اصابة بالرصاص الحي و 108 اصابة بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، و19 إصابة بارتطام قنابل الغاز بأجساد الأطفال، إضافة إلى 33 إصابة جراء الاعتداء بالضرب، فيما أصيب 170 طفلاً خلال المواجهات مع الاحتلال في قطاع غزة، أغلبهم بالرصاص الحي.




تل تَعْنَك ... أحد أقدم التجمّعات السكانية الكنعانية في فلسطين

محمد ترابي- جنين - ما إن تطأ قدماك أراضي قرية تِعِنّك شمال غرب مدينة جنين، لا يلفت انتباهك سوى سفحٍ جبلي مزين بأشجار اللوز والزيتون، فتلك القمة الواقعة في الجهة الشمالية للقرية تُعرف باسم "تل تعنك" أو المدينة الكنعانية القديمة،  وحالَ زيارتك المكان تبدأ عيناك بتصفح ثناياه وتفاصيله العتيقة.

وتَعْنَك هي كلمة كنعانية تعني الأرض الطينية والرملية الخصبة، وتُسمّى الآن "تِعِنِّك" وهي تقوم على المدينة الكنعانية الأصلية والتي قامت أصلاً على ما عُرف بـ "تل تعنك" الذي يقع بين التلال المنخفضة على الطرف الجنوبي من مرج بن عامر، وفقَ ما ذكره المؤرخ الفلسطيني مصطفى الدباغ في كتابه "بلادنا فلسطين".
ويبلغ عدد سكان القرية الآن ما يقارب 1500 نسمة، وتشرف على سهل مرج بن عامر، ومن الشمال  تطل على جبل اسكندر في أم الفحم وتطل أيضاً على مدينتي الناصرة والعفولة في الداخل المحتل.
وأشار طلال حسين رئيس مجلس قروي تعنّك، أن التل يعتبر من المواقع الأثرية الأقدم في فلسطين، فقدمها جعل منها بقعة يُجري عليها علماء الآثار أبحاثهم، إلى أن أصبحت مقصداً للسياح الأجانب والمحليين، خاصة في فصل الربيع، لأهميته الأثرية والتاريخية، مضيفاً "أن اسم القرية منقوش على أحد أهرامات مصر، ذلك عندما وقع ملك تل تعنك صلحاً مع فرعون مصر (تحتموس الثالث) الذي احتل تل مجدو في تلك الحقبة"، وموقع مجدو الأثري يقع على بعد 8 كيلومترات من التل.
وتابع "أن التل أصبح يشكل منطقة هامة للقرية وخاصة في اجتذاب العديد من السائحين الأجانب والعرب من خارج البلاد، باعتباره الموقع الأقدم في فلسطين، والذي يحوي الكثير من الملامح الكنعانية الأثرية التي ما زالت محفوظة حتى الآن، فمنها ما هو ظاهر فوق الأرض منتصب أمام الزائرين، وآخر يلزمك أن تغوص في أمكنة داخل الأرض لمشاهدته والتعرف عليه"، مشيراً إلى أن التل مسجل الآن ضمن قائمة الآثار الفلسطينية المهمة على مر التاريخ. كما أنه يحتوي على مقابر ومغر محفورة بالأرض.
ويحتوي التل على عدة أماكن أثرية، فمنها ما يسمى بمنطقة "السرايا" والتي تتربع على منتصف التل وهناك بقايا من بعض الآثار تدل على ذلك، وكانت تعرف بمركز المدينة أو ما يسمى " بالمملكة العثمانية" التي تضم حاشية الملك، ومحاطة بأسوار كانت تستخدم قديماً من أجل حماية المملكة ومن فيها، ولكنها هدمت مع مرور الزمن بسبب عوامل التعرية.
وهناك أيضاً مبنى قديم كان يستخدم للاستحمام ويُخصص للملك وحاشيته، أما "الجحور" التي تحيط التل كحلقة دائرية، فهي ما تبقى من مخلفات الجيش الأردني عام 1967 الذي كان يسيطر ويتمركز في المكان باعتباره موقعاً استراتيجياً يطل على العديد من البؤر الإسرائيلية في ذلك الوقت، إضافة إلى وجود مغارة تحت الأرض تحتوي على عدة غرف مقوسة بالداخل، ولكل غرفة باب خاص بها، حيث كانت تستعمل تلك الغرف للسكن وكمقابر للأموات. أما الكهوف، فكانت تستخدم كإسطبلات للأحصنة وتربية الأغنام وتخزين الغذاء والأعلاف.
أما عن الدراسات الأثرية الأولى لتل تعنك، يقول حسين "إن البعثة الألمانية التي قادها المؤرخ الألماني (سيلين) في فترة التقارب العثماني الألماني، كانت من أولى الدراسات الأثرية للتل، فمن خلالها حظي تل تعنك بمساحة لا بأس بها في كتب التاريخ والآثار بألمانيا، وأصبح يدرس في الجامعات الجرمانية، وللدلالة على ذلك هناك بعض النسخ الألمانية مما كتب عن التل، كما وقامت تلك البعثة باستئجار العمالة المصرية للعمل في البحث والتنقيب عن الآثار، باعتبارهم أقل تكلفة من العمالة الفلسطينية في تلك الفترة".








وترتبط قرية تعنك بالفتوحات الإسلامية والحروب التي نشبت ضد الصليبين وما يدل على ذلك كله، وجود مقبرة تعود لتلك الحقبة من الزمن.
وبحسب دراسة أثرية أمريكية عام 1985، فقد عُثر على بعض الأواني الفخارية والزجاجية والبرونزية، التي تعود للفترة الكنعانية والفينيقية، وتوابيت تعود إلى أصحاب الثروة والجاه، إضافة إلى وجود بقايا آثار تعود إلى الحضارة الفرعونية التي وصلت بقيادة تحتمس الثالث "الفرعون الأسطورة" وهو سادس فراعنة الأسرة الثامنة عشر، ويعتبر أعظم حكام مصر وأحد أقوى الأباطرة في التاريخ  والذي وقع عهداً معها.


وأضاف، "لقد تم استئجار معظم أهالي القرية للعمل في الحفر والتنقيب مع البعثة التابعة للجامعة الأمريكية للبحث على الآثار والمقتنيات الأثرية في القرية".
وتابع، هناك  دراسة ثانية قامت بها جامعة بيرزيت بين عامي (1989-1990)، التي بينت بأن قرية تعنك كانت عامرة في بداية الفتح العثماني للبلاد، لكنها زادت عمراناً وازدهاراً في نهاية العهد العثماني والاحتلال البريطاني.
ويعتبر التل منطقة الخط الآمن لدولة الاحتلال، حيث تتمركز عليه قوات الاحتلال بين الآونة والأخرى لمراقبة حدودها على الأراضي المحتلة عام 48.
أما عن الخطط المستقبلية للمنطقة، فقال حسين: "إن هناك خططاً ودراسات لتحويل التل إلى متحف أثري، لتنشيط حركة السياحة في القرية والمحافظة على الإرث التاريخي الفلسطيني، ونحن بدورنا نقوم  بالتواصل مع وزارة السياحة والآثار والمؤسسات الفلسطينية المعنية بالتراث، باعتبار التراث الفلسطيني يمثل هويتنا وأحقية الشعب بأرضه".
وناشد حسين جميع المؤسسات المعنية والتعليمية خاصة، إلى عمل رحلات وجولات سياحية تعريفية لتل تعنك، للحفاظ على بقائه من التهديدات التي تحيط به من قبل الاحتلال، الذي اعتاد تحريف الراويات حول المعالم التاريخية في فلسطين.






هاشم العزة…وتل رميدة العزة

السكان، فالدكاكين مغلقة، والبيوت تبدو وكأنها مقفلة لم تطأها قدم، لكننا عرفنا ان الجيش يأمر باغلاق دكاكين التجار ويمنع السكان من التجول حين يحلو له. التقينا بهاشم على باب احدى البيوت الجميلة والتعيسة، عرّفنا عن نفسه ومشينا وراه. لم اكن اعرفه، ولم اسمع عنه من قبل، ولم اكن اعرف ان هذا الانسان هو تجلي لعدة معاني كنت ارددها دومًا برومانسية معينة، اصبحت فجأة واقع فظيع امامي.
مشينا معه الى بيته، فلا يكفي ان يخبرنا ان عليه ان يمشي طريق جبلية صعبة كي يصل بيته لان الجنود يمنعوه من الوصول بشكل طبيعي، انما علينا ان نمشي هذا الطريق الشاق كي نفهم ماذا يتحمل هذا الانسان يوميًا. مشينا بصمت تام، ليس من أجل ان نستمع الى هاشم فحسب، لكن ايضًا لاننا كنا محبطون، محبطون من اللحظة الاولى الى خطت رجلنا تل الرميدة، محبطون لأننا لم نكن نفهم كيف لهذا الانسان ان يسرد لنا قصة تعيسة لهذه الدرجة، لكنه يبعث أمل وتفاؤل شديدين. في نقطة معينة على هذا الطريق الصعب والمرتفع، المليء بالحجارة، وقفت انا واحدى المشاركات في المشروع ننظر  تحتنا الى مستوطنة “بيت هداسا”، والى مشهد المستوطنون الذين يمشون بكل أريحية يضحكون مع الجنود، وقفنا لبضعة دقائق، يملأنا الصمت، لكننا نعرف ان في اذهاننا تدور نفس الافكار وعلى قلوبنا تسيطر نفس المشاعر. التقطت انفاسي، واستمريت بالمشي وراء هاشم، استمع اليه وعيوني محدقة، تحاول جاهدًة ان تدمع لكنني منعتها وقمعتها، لاني لا اريد ان ابكي امام صمود هذا الانسان، ولأنني لم ارغب في ان يرى هاشم انني كالغريبة التي لا تعي شيئًا. وصلنا الى بيته، وتعرفنا على زوجته نسرين واولاده، وعلى الارانب التي يربونها الاولاد ويلعبون معها. جلسنا في ساحة بيته، امامنا دار بنية كبيرة يحيطها سياج كبير، تأملنا الدار للحظة، قبل ان يقول هاشم ان هذا البيت هو بيت باروخمارزل! نعم، ان باروخمارزل يستوطن في الدار المجاورة لبيت هاشم.
حدثنا هاشم عن اقتحامات الجنود الشهرية لبيته، حيث يقومون بتكسير كل ما يرونه امامهم، ويعتدون على نسرين وعلى الاولادـ، ويعتقلونه بعد ان يعتدوا عليه بالضرب المبرح، حتى ان كسروا له اسنانه في احدى المرات. حدثنا عن خوفه الشديد على اولاده حين يخرجون للعب، اذ قام مستوطنو “رمات شاي” بالاعتداء عليهم ليس مرة او مرتين، بل مرات لا تُحصى، ادت الى تكسير ايدي ابنه. حدثنا عن قطع الجنود للماء والكهرباء، وكيف كان عليه ان يوفر الماء لبيته بطرق عديدة، لم تخطر في بالي انها ممكنة، لاني لم اعش حالة انقطاع ماء يومًا. حدثنا وحدثنا وحدثنا، وسمعنا وسمعناوسمعنا ونحن ننظر تارة الى اليه، وتارة الى الاولاد الذين يلعبون مع الارانب، وتارة الى المستوطنة القريبة جدًا من البيت بشكل مخيف.
دخلنا الى البيت، وجلسنا في الصالة امامنا تلفاز، اذ اراد هاشم ان يعرض لنا فيديو قد يختصر العديدمما حدثنا عنه ببضعة دقائق. تفاجئنا حين عرفنا ان الفيديو هو فيديو انتشر على شبكات التواصل الاجتماعي وتناوله العديد من الناشطين والناشطات، وغالبيتنا قد رأته، وهو فيديو يظهر مستوطنة تصرخ على امرأة فلسطينية بالفاظ نابية، بذيئة، يمكن تلخيصهابالعنصرية والذكورية. من كان يعرف ان المرأة الفلسطينية التي تظهر في الفيديو هي نسرين، زوجة هاشم، التي كانت تجلس وقتها في بيتها مع قريبتها لوحدهن. شرحت لنا نسرين ان هذا المشهد هو مشهد شبه يومي. في هذه اللحظة حدثت المجاهرة، وتراكم بداخلي كل الكم الهائل من المعلومات الذي حصلت عليه، حتى شعرت بحقد رهيب، بغضب شديد.اقتربت ساعة الذهاب، بعد ان شربنا العصير وأكلنا الكعك في ساحة بيتهم الجميلة التي شهدت على الجرائم.

عدنا الى بيوتنا، وبالكاد تحدثنا مع بعضنا، بل صمتنا. وصلنا الى بيوتنا، ونحن صامتون. في اليوم التالي، لم اتوقف عن التفكير بهاشم، بنسرين، بالاولاد، بساحة بيتهم، بنظرة هاشم الحزينة، بأبتسامته الرقيقة، اصبحت اراجع المعلومات والتفاصيل في عقلي، وانا صامتة. هو  أمر غريب، هذا الصمت الذي حل علي، فانا صاحبة الامتيازات التي كانت عالقة في التفكير والتحليل ولم تفكر يومُا بحياة الناس اليومية، ولم تكن تعرف اكثر من التزود بشعارات رنانة تعبر عن ارادة الحرية، وتعبر عن فظاعة الاحتلال، لكنها تجهل تفاصيل الفظاعة. انا التي تعرف نظريًا ماذا يعني احتلال، وسمعت قصص التهجير والنكبة مرات لا تعد ولا تحصى، لكنني في هذه الزيارة كنت كالمتضامنة الاجنبية التي لا تعرف شيء، وهنا استوعبت ان غضبي كان على نفسي اولًا، غضبت على نفسي لاننيتفاجئت من المشاهد، لانني كالسائحة الاتية من بعيد.لم اشعر بمثل هذا الصمت حتى تاريخ 21.10.2015، حين وصلني خبراستشهاد هاشم جراء استنشاق الغاز المسيل للدموع. صمتت، حدقت، وهذه المرة لم اقمع عيوني، ولم اكبت دموعي، وبكيت. بكيت، وانا اتذكر تلك النظرة وتلك الابتسامة، بكيت وانا افكر بنسرين والاولاد، بكيت وانا افكر بحقارة العالم، بكيت وانا خائفة، خائفة ان يكون استشهاده نهاية لقصة الصمود. الان، يمكنني ان أقول وداعًا هاشم، لكن لن اقول وداعًا تل الرميدة، لأنني اعرف ان هناك من يحميها، فخلال كتابتي لهذا النص، كانت تصلني اشعارات تخبر عن عمليات وشهداء في الخليل، وفي هذه اللحظة شعرت انه لا حاجة للخوف على بلادنا، ولن تكون هذه نهاية لقصة صمود.


الاحتلال: الطريقة الوحيدة لإنهاء “أعمال العنف” في الخليل؟؟



الأحياء التي يسكن فيها المستوطنون، ومن أجل تنفيذ هذه القيود، فقد تم منع الفلسطينيين من قيادة السيارة في الشوارع قرب المستوطنات وإغلاق بعض الطرق أمام المشاة.
وقال: “تم اغلاق مئات المحال التجارية الفلسطينية خلال العشرين عاما الماضية في وسط المدينة وفي شارع الشهداء، بأوامر عسكرية إسرائيلية، وتم منع الفلسطينيين من السير في الشوارع التي يعيشون فيها من اجل تأمين حماية المستوطنين، الامر الذي دفع نصف سكان هذه الاحياء الى تركها وتحولت بعد ذلك الى مدينة اشباح”.
وأضاف، ” فرض قيود على حركة الفلسطينيين ليست الاداة الأمنية الوحيدة التي يستخدمها الجيش الاسرائيلي في الخليل، فهناك مداهمات للمنازل حتى منتصف الليل، وذلك بهدف إثبات الوجود، إضافة الى القيام بدوريات داخل المدينة، ويعرف سكان المنازل القريبة من المستوطنين ان الجيش يستطيع مداهمة منزلهم في اي وقت من أجل تفتيش ممتلكاتهم”.
ويقول الجندي إنه “عندما يواجه الجنود في الخليل خطرا فإنهم يعلمون ماذا يجب عليهم ان يفعلوا، فهذه مناطق يلتقي فيها الجنود بالفلسطينيين بشكل يومي، واستخدام العنف ضد الفلسطينيين ليس امرا جديدا ويحدث بشكل دائم”.
ويتساءل الجندي، كيف أدت الإجراءات التي يستخدمها الجيش الاسرائيلي الى فرض الأمن في المدينة؟ فخلال الاسابيع الماضية قد تضاعف التهديد للجيش والمستوطنين ثلاثة أضعاف؟ فكيف أصبح المكان الأكثر حراسة من قبل الجيش نقطة اشتعال العنف بين الفلسطينيين والاسرائيليين؟ وأضاف “الجواب بسيط..ما يتم تطبيقه في الخليل ليس أمنا لإسرائيل، بل هو هيمنة استيطانية، وهذا الامر له ثمنه”.
ويقول الجندي “السيطرة العسكرية على الفلسطينيين لمدة طويلة لن تجلب الأمن للإسرائيليين، وفرض الأمن باستخدام العنف لن يغير شيئا، وعلينا أخذ العبر والدروس مما يحدث في الخليل، والتي تعتبر آلية مصغرة لنظام الحكم العسكري الذي يتم تطبيقه في الضفة الغربية”.